ماذا لو إتحدتم خلف الخنجر
علي الموسوي
لفترة طويلة كانت قيادات سياسية تبعث بإشارات سيئة الى بغداد تصف فيها بعض الساسة بالمنافسين غير الجديرين بالثقة لأسباب ظهر فيما بعد إنها باطلة، وغير إنسانية، وهدفها منع وجود شخصية تمتلك القدرة والتاثير على جمع الأطراف المتقاطعة، وتقريب وجهات النظر في القضايا المشتركة سواء كانت على مستوى الوطن، أو مكون بعينه، أو جغرافيا سكانية، أو سياسية تتطلب جهودا لاترتبط بالشخصنة وإنما بالمشروع الوطني الجامع والهادف الى وحدة الكلمة وإنهاء حقبة من الفشل إستمرت لسنوات طويلة ولعل التجربة العراقية منذ 2003 والى فترة قريبة برهان جلي على ذلك حيث الرغبة في الإستحواذ والإقصاء والترهيب ونقل المعلومات الخاطئة ووضع أشخاص غير جديرين بالثقة في موضع قيادة الدولة وعلى اعلى مستوى يتصل حتى بتشريع القوانين وإدعاء زعامة لاوجود لها ولاأصل وهي ابعد ماتكون عن هذا النموذج من الشخصيات المراهقة والضعيفة والمدعية والتي تعمل وفق نظام ( صمون عشرة بألف).
ماالذي جناه السياسيون الفاشلون من وضع العقبات بطريق المشروع العربي وماذا جنوا وهم يحاولون منع الخنجر من اداء دوره السياسي والإنساني والأخلاقي في خدمة الشعب العراقي باكمله من شماله الى جنوبه سوى إنهم جمعوا بعض المال الحرام وحصلوا على مكاسب وقتية زائلة على حساب مواطن مسكين لايقوى على جمع قوت يومه، أو مواطن ملهوف هو وعائلته يتنقل بها من معسكر لجوء الى آخر، ومن عذابات نزوح الى أكبر منها، ثم يأتي ليتبجح بالنجاح ويبث اغاني كانت تغنى لغيره ثمانينيات القرن الماضي، على غرار.
ياساري بينا للمعالي.. والله
ياساري بينا للمعالي
إحنا رجالك لاتبالي.. والله
إحنا رجالك لاتبالي
مجد العرب بيدك صنعته
والأمة غنت بإسمك أنت
ماعندنا شيء محالي.. والله
ماعندنا شيء محالي
وألف علامة تعجب عن مثل هذه الكلمات التي شدا بها مغنون قبل عقود من الزمن في وضع مختلف، ومواجهة مختلفة، وليس في ظروف المحنة الحالية التي ينتظر المواطن فيها حلا لمعاناته، ونهاية لعذاباته، ومعالجات حقيقية لأزماته التي تراكمت حتى صارت الكهرباء حلما والماء سرابا يبتعد، والخدمات كأنها لفئة دون أخرى وعلى بقية الشعب تحمل العذاب والعناء الى مالانهاية، والمهم هو بقاء الزعيم على كرسي الزعامة.
الى هنا وتنتهي اللعبة، بعد أن إنكشف المستور وبانت ألاعيب الصغار الذي حاولوا أن يكونوا كبارا فلم ينجحوا حتى لو كان ذلك بالإدعاء والتمثيل والأغاني القديمة من شاكلة
ياساري بينا للمعالي.
آن الأوان لهذا الشعب أن يعرف فرسانه ورجاله الحقيقيين، وأن يتحد خلف قيادة ناضجة وواعية تعرف كيف تدير الأزمة، فقد مل من الزيف والكذب والإدعاء، ولابد من النهوض بواقع الوطن المعذب، والإنتقال الى مرحلة البناء الحقيقي، وليس المصطنع. فالأكاذيب لاتصمد، ولابد أن تنكشف يوما ما.
ماذا لو إتحدتم خلف الخنجر
