كتب : مهند الصالح
القيادة ليست مغنما يتمتع به القائد ويتلذذ بعبارات الثناء فيه فهي عناء وتبعية، وليست لجمع الأموال الطائلة والاستحواذ على الاراضي الواسعة..
إن أهمية وجود القائد امر لا يخفى فمجموعة من الرجال بدون رئيس مجموعة فاشلة وخاصة اذا كانت مشكلة من عناصر ممتازة ذات مواهب وكفاءات عالية. وكلما كانت شخصيات الرجال قوية توجب وجود رئيس قادر على كسب احترامهم وتوحيدهم وتوجيه جهودهم نحو هدف دقيق مقبول من الجميع، وإلا تبعثرت القوى وساد إعتداء كل فرد على صلاحيات رفاقه الآخرين..
القيادة سمة بارزة يتميز بها القائد، وتختلف من موقف إلى آخر ، فطالوت القائد العسكري إحتاج الى قوة جسيمة وادارة فائقة، قال الله تعالى (( وزاده بسطة في العلم والجسم)) وكذلك أمين الخزائن يوسف عليه السلام كان يحتاج الى الامانة والقدرة على المسؤولية فقال الله حكاية عنه: ((قال إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)).
الجماعة بدون رئيس كالجسم بدون رأٍس، فالقائد الذي يصلح لكي يقود المجتمع في حالة المهادنة قد لا يصلح في حالة المصادمة.
القيادة هي عملية سلوكية وتفاعل اجتماعي فيه نشاط موجه ومؤثر علاوة على كونه مركزا وقوة والقيادة قبل ذلك مسؤولية نابعة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) فهي في مجملها تحمل مسؤولية تجاه الجماعة كما قال عمر بن عبد العزيز (( الا اني لست بخيركم ولكني رجل منكم غير إن الله جعلني أثقلكم حملا)).
يا ترى هل تستطيع قيادتنا السياسية الحكيمة والرشيدة ان تمتاز بهذه الصفات الحميدة لإخراج البلاد من أزمتها، وإصلاح ما يمكن اصلاحه حاليا.