مهند الصالح
أظهرت نتائج الانتخابات المبكرة في نسختها الاخيرة صورة ضبابية بشأن احتمالات تشكيل حكومة جديدة، بعد فشل الاحزاب المسيطرة على المشهد السياسي في تحقيق الأغلبية النيابية المطلوبة.
وأزمة تكليف رئيس حكومة سوف تراوح مكانها لمدة طويلة رغم كل المؤشرات السلبية والتحذيرات من تفاقم الأزمات المالية والاجتماعية،في حال عدم تشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمة الحادة التي تعصف بالبلد نتيجة عدم الاسراع في تشكيلها
وفي السياسة ليست ثمة حالة أسوأ من حالة الغموض في المشهد السياسي، تلك الحالة التي تختلف صورها من دولة لأخرى، وتفضي- مع اختلافها إلى نتائج متطابقة أو متقاربة.
في التحديد الظاهر، تعني الضبابية في الحالة السياسية فقدان القدرة على فهم الاتجاه، ليس بالنسبة إلى المراقبين، ولكن أيضا بالنسبة للساسة، الذين لا يستطيع أحد منهم أن يعرف إلى أين تؤول الأمور.
الشيء نفسه يحصل، وإن استطاع الصدر أن يكسب رهان الثقة برلمانيا، إلا أن توترات ما قبل الثقة، تكشف عن هوية أخرى من الضبابية والغموض، تستمد عناصرها من إخفاء جوهر المشكلة في الصراع بين مكونات المجتمع داخل السلطة، والحقيقة أن المشكلة في العراق هي أعمق من ذلك، لأنها ترتبط بغياب مفهوم الدولة لدى الساسة، بالمعنى الذي يعني عدم قدرة أي تيار سياسي على القيام بما يجب لإعادة هيبة الدولة بدلا من مسايرة شعارات الحراك وتوظيفه في تحسين التموقع السياسي. لا يستطيع أحد داخل المشهد العراقي من القادة السياسيين، أن يعترف بأن المسار الدستوري والسياسي والانتخابي لم يكن يسير في خط متواز لإعادة بناء منطق الدولة.
ضبابية المشهد السياسي بعد ظهور نتائج الانتخابات
