اغلبية وطنية أم ماذا
مهند الصالح
هذا المصطلح المتداول هذه الأيام يؤرق ويثير تساؤل الكثير من المهتمين بالجانب السياسي العراقي كما يقلق جمهور القوى التي لم تحقق الاغلبية في الانتخابات الاخيرة.
السؤال هنا
اذا حققت بعض الكتل السياسية الكتلة الاكبر وادعت انها وطنية ماذا سيطلق على الكتل التي لم تستطع تحقيق الاغلبية هل نطلق عليها كتل لا وطنية ام ستكون كتل وطنية معارضة وهنا سيكون لنا كتلتان وطنيتين الاولى اغلبية وطنية والثانية معارضة وطنية وفي هذه الحالة سيكون الوطن مشتتا بين الوطنيتين
الجمهور هنا يجب أن يصنف وطنيا اذا كان مؤيدًا للاغلبية وسيكون وطنيا بلا شك من منظور الاغلبية واذا كان معارضا فعليه التوقف والتأمل في اي خانة سيكون..
مما تقدم علينا ان ندرك جيدا معنى الوطنية وان هذا المفهوم لايمكن ان يقتصر على جهة دون اخرى… الوطن من المفترض ان يكون للجميع دون توظيف لهذا او ذاك دون الاخر ولكل شخص رؤى في حب الوطن والمواطنة ولكل شخص طريقه في فهم وتطبيق هذا المفهوم لذلك
اعتقد أن جميع أفراد الشعب يحبون وطنهم، لكن تختلف وطنية كل شخص عن الآخر في التعبير عن حبه لبلده وعن طريقة تعبيره عن هذه الوطنية. فمثلا، المنتمون إلى الاحزاب يحبون وطنهم ولا نستطيع أن نشكك في ذلك، لكن تختلف وطنيتهم عن وطنية المستقلين أيضا المستفيدون من فساد بعض المؤسسات وأصحاب النفوذ ومن لهم علاقة بالسلطة الحاكمة لأي وطن تختلف وطنيتهم بالطبع عن المعارضين لنظام الحكم في البلد.
فالشاهد هنا أننا جميعا وطنيون لكن كل منا له طريقته في التعبير عن حبه لوطنه، لذلك لا يصح لأي شخص أن يتهم آخر بعدم الوطنية وحب الوطن لكن يصح معاقبة المجرم إذا ثبتت جريمته بالقانون، لكن تبادل الاتهامات التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض المنابر الإعلامية حيث العمالة والخيانة وعدم الانتماء للوطن ما هي إلا من سلبيات دخيلة اقتحمت عقولنا من خلال مواقع السوشيال ميديا التي أصبحت منبرا من لا منبر له
لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن
فالقوم في السر غير القوم في العلن كما قال الرصافي
اغلبية وطنية أم ماذا
