مهند الصالح
يعيش العراق أزمة سياسية خانقة تتفاقم يوماً بعد يوم، بسبب عدم القدرة على تشكيل حكومة على مدى أشهر متواصلة، وهو ما يجعل العراقيين يعيشون حالة من القلق على مستقبل البلاد، وهناك جهود تبذل من كتل سياسية لردم هوة الخلافات تقوم بماعليها لتقريب وجهات نظر متعددة، ومن اهم تلك التحركات ماتقوم به قوي تحالف السيادة بقيادة الشيخ خميس الخنجر والاستاذ محمد الحلبوسي التي وصلت الى مراحل متقدمة.
عملياً نحن نعيش حالة من عدم اليقين بعد اضمحلال الأمل في الخروج من مأزق الاستعصاء السياسي الذي يعصف بالبلاد.
وكل ذلك بسبب الخلافات بين فئات منقسمة على نفسها بسبب المحاصصة التي أصبحت شغلها الشاغل، بدلاً من إدارة الوطن بما يخدم الصالح العام.
هذه الأزمة التي تعصف بلعراق تؤثر بالضرورة على استقرار الدولة التي ما تزال رهينة لعقلية المحاصصة الطائفية وتبعاتها التي تجعل الاتفاق على المصلحة الوطنية بين الفرقاء، خاضعاً لحسابات الربح والخسارة؛ إنْ في النفوذ أو المكتسبات. ليت الأمر يقف عند حدود الاختلاف في الداخل، فقد أضحى العراق ساحة لتدخل دول عديدة في شؤونه تلميحاً وتصريحاً في العديد من المناسبات.
لإخفاقها في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات سياسية وامنية واقتصادية عاجلة، تنقذ البلاد من الدخول في نفق مظلم. وللدلالة على خطورة الوضع، فقد شبّه مراقبون البلاد ب«سفينة تايتانيك التي إن غرقت فلن ينجو منها أحد».
والسؤال الأهم: ماذا ينتظر ساسة العراق بعد هذا الاستعصاء السياسي
والجمود السياسي وما يتبعه من تعطل ديناميكية مؤسسات الدولة؛ لذا يتوجب على العقلاء من الساسة وقف تبادل الاتهامات وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المكاسب الخاصة، وصولاً إلى تفاهمات ملزمة إن أرادوا للسفينة أن تُبحر وألا تغرق بكل من على متنها
على قادة البلاد جميعاً، ومختلف القوى السياسية، التحرك اليوم قبل غد، وألا يتركوا أنفسهم رهائن المكتسبات مع خطر الانهيار السياسي للبلاد. فلن يرحمهم التاريخ إن أخفقوا في وضع لا يحتمل الانتظار. العراق يستحق أكثر من واقعه المرّ بكثير.. لقد قامت تظاهرات شعبية كثيرة في أغلبية المدن والمناطق العراقية طالبت قوى سياسية فاعلة بتفعيل أجهزة القضاء، وملاحقة الفاسدين الذين أسهموا في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار. وطالب هذه القوى بتشكيل حكومة لإخراج البلاد من أزمتها، وبتفعيل أجهزة القضاء وملاحقة المتسببين في إهدار المال العام وعدم الانجرار وراء
مصالح دول إقليمية ودول الجوار وترك الصراع على المحاصصة الطائفية كي لا تبقى البلاد تجتر الخوف والفقر والفساد ونهب المال العام، بانتظار تشكيل حكومة جديدة تبدو في عالم الغيب حتى الآن.
في النهاية لاقيادة إلا بالسيادة.