مهند الصالح
يبدو انهم لايفرقون
ما بين السُلطة والسَلطة
لذلك نجد اننا فقدنا الكثير من مقومات الحياة ومنظومة السلطة تفقد اركانها مثلما فقدنا منظومة الدولة والحكومة وها نحن الان نفقد الاخيرة وهي السلطة وانا لله وانا اليه راجعون وتقسم السلطة في بلدان العالم الى قضائية وتشريعية وتنفيذية وفي بلدنا كان ذلك قبل ان تتساقط الواحدة تلو الاخرى هذه الايام وعلى مايبدوا ان اصحاب السلطات في بلدنا لا يفرقون
ما بين السُلطة والسَلطة
وقد غفلوا عن أن غلطة السياسي أو من هو في موقع المسؤولية تعادل ألف غلطة وأن لا مجال للخطأ في بعض الأحيان والمواقف، إذ أن السياسي الوطني يجب أن يعكس تجربته السياسية والتي يجب أن تكون في الأصل مُفعمةً بروح الخبرة وصوت العقل ولسان الحكمة ورائحة المنطق الممزوجة بقصص عشق الوطن وتاريخه المُشَرف ومستقبله المُشرق.
ناهيك عن من كانوا في مواقع المسؤولية المتقدمة وإمتهنوا الإصطياد بالماء العكر ورصد الهفوات والبحث عن الثغرات والذين يبذلون قصارى جهدهم لإعادة إنتاج أنفسهم شعبوياً وسياسياً من خلال أخر منبرٍ متاحٍ لهم وهو صفحاتهم وتغريداتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، متناسيين حقيقةً مهمةً بأنهم قد أخذوا فرصتهم لتطبيق أفكارهم والتغني بها هنا وهناك، فكفاكم تنظيراً وبثاً لسموم الحقد الهادفة إلى تصفية الحسابات الشخصية على حساب الوطن والمواطن، ولنكن أنموذجاً سياسياً يقتدى به، يفيض بالمعرفة والأفكار والإقتراحات والتجارب ولا ضير من بعض النقد البناء بعيداً عن الهدام إن إقتضى الأمر مُبتعدين عن المناكفات التي أصبحوا بها قوىً للشد العكسي مدريكينٍ كانوا لذلك أم لا
نرى في الكثير من المواقف التي تدور من حولنا أن السياسي والذي يجب أن يُوصف بالمحنك والمتمرس والقيادي البارز مازال في طور ما قبل النضوج في المعترك السياسي أو في المرحلة الإبتدائية للمدرسة السياسية إن جاز التعبير لنتخطى ما اعتدنا عليه من سبٍ وشتم وعدم إحترام الرأي والرأي الأخر وتراشق الألفاظ المسيئة وكيل التُهم فيما بينهم لنصل إلى ما هو أخطر وأدق وهو الإرهاب الفكري متناسيين مصلحة وطنهم، مجذفين عكس التيار، مطلقين صافرات إنذار الإنتماء الوطني والولاء التاريخي، لنضع العديد من علامات الإستفهام ونوجه أصابع الإتهام نحو البعض منهم لمعرفة جذور الولاء لهم إلى أين تنتمي وتعود.