الشيخ خميس الخنجر
عندما تجتمع شروط الزعامة في رجل
سيف العزاوي
عبر تاريخ البشرية تمر الأمم والشعوب بمراحل تقدم ونهوض وتتعرض لإنتكاسات وقد تندثر وتنهار تماما كما حدث مع حضارات غابرة عمرت الأرض وأنتجت عمرانا وصناعة وتراثا فكريا بقي حتى اليوم وربما الى الابد ولكن مع زوال الحضارات وبقاء اليسير من الأثر فإن القادة والمصلحين والفاتحين والموحدين لشعوبهم وقومياتهم وطوائفهم يظل لهم وجود مشع في كل مكان وتبقى كلماتهم ومعاركهم وحكمهم وماصنعوه لأممهم من تراث ونهوض في مجال الادب والعلوم والاكتشافات والحروب مسجل في الذاكرة البشرية لايزول ولايندثر بل تتأسس عليه حضارات جديدة وعناوين كبيرة وينتج زعامات تترك أثرا طيبا وتتجاوز بأهلها محنا وويلات وظروفا قاسية في مواجهة الحصارات والجوع والانقسام والامراض والغزوات الخارجية وقد تحتاج الامم الى من يملكون الحكمة والمعرفة الكاملة ويستطيعون جمع الشتات وتوحيد الكلمة وحسن الرياسة والقيادة برغم مايواجههم من تنكيل وتسقيط من حاسدين ومنافسين وفاشلين فيعبرون مراحل بأهلهم الى مساحة من الأمان والكمال والاستقرار وتستمر حياتهم كما ينبغي أن تستمر في الانتاج المثمر والعطاء والانجاز.
هل يخفى على أحد المحنة الكبرى التي عاشها العراق خلال عقدين من الزمن مرا بأشكال من التحديات والمصاعب والفتن والمنافسة والتدخلات الخارجية وكان هناك من تصدى للقيادة ففشل وحاول أن يكون زعيما فقزمته الظروف والزعامات المناوئة وكان لابد من زعيم يمتلك مواصفات القيادة الحقة..ولعل من أهم عوامل نجاح القائد أن لايطلب الزعامة ولا المنصب وينشغل بلملمة شتات أهله من العامة والخاصة وحتى أدعياء الزعامة ممن فاتتهم المعرفة ببواطن الأمور، ولعل سؤالا يطرح على مدى سنوات في الاؤساط السياسية على مستوى الدولة ومكوناتها وزعاماتها مفاده: هل طلب الشيخ خميس الخنجر طوال عشرين عاما مرت منصبا أو جاها وهل نافس حزبا أو دعا الى الى التحزب ونفي الآخر أم أنه كان طوال السنوات الماضية يحاول أن يخرج بأهل السنة سواء المواطنين العاديين أو النخب والجماعات السياسية من حال التيه والقلق وعدم اليقين بماستؤول إليه الأمور ومع جنوح بعض الزعامات الى التفرد والتمرد والشعور الطاغ بالأنا كان الشيخ خميس الخنجر لايبحث عن التفرد بالقرار ولا بالتمرد على المجموع ولا بالبحث عن منصب مهما كان رفيعا ولعل كثرا كانوا يتحدثون وينوهون في أحاديث وكتابات عن امكانية أن يتولى الشيخ نيابة رئاسة الجمهورية أو رئاسة البرلمان وكان يواجه ذلك بإبتسامة واثقة لأن همه ليس الحصول على مناصب تأتيه فيبتعد عنها لأنه ببساطة تجاوزها الى ماهو أهم منها وهو جمع أهله ومن يقولون أنهم قادة وزعماء ليوحدوا الصفوف ويجتمعوا على كلمة سواء من اجل العراق ومن أجل الشعب العراقي بمكوناته الدينية والقومية ويبحث عن حلول لمشاكل عانت منها المنظومة السياسية السنية وكان يلقى الترحاب من الجميع ومعرفة الطرق الممكنة لحوار جاد وصريح من اجل العودة الى الطريق السوي في الادارة ومعرفة الاساليب الأكثر نجاعة في إدارة الملفات العالقة ولذلك تجد أن الزعماء السنة يقتربون من زعامته ويجدون عنده الحلول أو على الأقل أنه مأمون الجانب لأنه لايطلب ولاية وهم جميعهم يعرفون ذلك وقد تيقنوا منه تماما وهذا مايدفعهم ليجتمعوا عنده مطمئنين أمنين واثقين أن هناك من يسمع لا ليربح على حساب أهله بل يفرح باجتماع اهله وأن يربح الجميع ويكونوا معا متوحدين ويبتعدوا عن الخلافات الجانبية وصغائر الأمور .
نحن في حضرة رجل وثق به أهله ووثق به الناس الذين وجدوا فيه الملاذ لهمومهم وآمالهم مثلما وثقت به المكونات الأخرى وإقتربت منه وهي واثقة تماما أنه الرجل الذي يستحق أن يكون زعيما وطنيا جامعا قريبا منهم متمكنا من إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجههم وترهقهم. وقد تحولت الأمور الى الوفاق الوطني الجامع من خلال جهود الشيخ الخنجر في التواصل مع الزعامات الكوردية التي وجدت فيه زعيما لاينكث بوعده وكذلك الزعامات الشيعية التي تلقت رسالة مهمة مفادها أن الشراكة المنتجة والثقة الجامعة سبيل حقيقي للوصول الى نظام سياسي راسخ ومتين بدأنا نستشعر نجاحاته من خلال الدعم الكبير الذي قدمه لحكومة السيد محمد شياع السوداني الذي حقق مكاسب أساسية ضمن برنامجه الحكومي الواعد حيث تصاعدت الثقة من المواطنين بإمكانية تحقيق المزيد من النجاحات في الفترة المقبلة.