بقلم: سيف العزاوي
على مدى ثمانية عشر عاما وكاننا ننحت في الصخر محاولين إختراق جبل عظيم يذكرني بقصة جبل الصوان التي كانت مسلسلا تلفزيونيا وكان يحكي قصة حب بين شاب طموح تعلق قلبه بشقيقة ملكة رفضت تزويجها له وحين ألح في الطلب ولأنها علمت بتعلق شقيقتها به لم ترد ان تظهر بمظهر الرافض لسعادة الشقيقة الصغرى فاعلنت القبول شرط ان يقوم الشاب بعمل فتحة كبيرة في جبل من حجر الصوان الصلب فإذا مر الى الجهة الثانية من الجبل زوجته شقيقتها وقبل بالشرط واخذ يضرب الجبل بآلة بيده وإستمر لسنين وسنين ولم ييأس وظل يقاوم حتى بان بياض شعره وغزاه الشيب ولكنه لم يقنط ونجح في نهاية الامر برغم تقدمه في السن.
نبدو كاننا مثل ذلك الشاب الذي نجح اخيرا وهي رسالة مهمة لنا لنعبر الى الجهة الثانية من الجبل ونحقق حلم شعبنا الصابر المضحي لننقذ وطنا يرزح تحت المعاناة والعذابات والحرمان والسياسات الخاطئة والمصالح الشخصية التي تعلو للاسف على مصالح الشعب والامة بعد تغييب الضمير والوجدان ولاننا نريد ان نتجاوز هذا الكم الكبير من الألم والمشاكل والتحديات التي لم تبق لنا سوى فرصة آنقاذ اخيرة قد تبدو إنها الضوء الذي يبدو في نهاية النفق وهو واجب وطني وإنساني ومهني ومسؤولية وشرف حيث يبدو ذلك الضوء من خلال تحالفات عابرة للطائفية غير مستسلمة للولاءات الحزبية والقومية والمذهبية تريد تجاوز العقبات الكأداء التي انهكتنا وجعلتنا نحلم بالتغيير ونأمل رغم افول الامل فليس لنا من خيار سوى أن نمضي في مسعى نبيل وطني صادق في خطة آنقاذ شاملة لمواجهة الفساد والمحسوبية وإنهاء حالة الظلم والتفرد التي غطت سماء الوطن بشعارات جوفاء لاقيمة لها ولاتاثير ولم تحقق لنا سوى النزر اليسير مما كنا نتمنى ونرجو.
المسعى الاخير لمجموعات سياسية وطنية اعلنت رغبتها بتحقيق توافق سياسي كامل كان ضمن اولويات بعض القيادات الوطنية في تحالف السيادة لتنسيق المواقف مع القوى الفاعلة من اجل انجاز اتفاق نهائي على تحالف إنقاذ وطن حقيقي غير نفعي كما درجت العادة في التحالفات السياسية السابقة وفي مراحل عدة مرت كان المواطن ينتظر الجديد ولكنه لم يلق سوى الوعود والكلمات المعسولة والاصوات العالية التي نسمعها كل يوم مثل اصوات في البرية او الفضاء المفتوح تغيب وتضيع وتنتهي دون ان نلمس لها من اثر.