هل حصد السوداني الولاية الثانية
قراءة في مسار الاربع سنوات وبوصلة انتخابات ٢٠٢٥
بقلم✍️
عمر العبيدي
منذ ان تولى محمد شياع السوداني منصب رئاسة الحكومة في تشرين الاول ٢٠٢٢ والاعين تتابع خطواته بين من يراه رجل مرحلة يحاول التوازن وبين من يراه امتدادا لنظام المحاصصة بوجه اكثر نعومة
صعود السوداني لم يكن تقليديا جاء في لحظة اضطراب حادة بعد انسحاب التيار الصدري وتفاقم الازمة داخل البيت الشيعي تم طرحه من قبل الاطار التنسيقي كخيار توافقي اكثر من كونه زعيما جماهيريا وكان المطلوب تهدئة الشارع وتمرير المرحلة
منذ اليوم الاول حاول السوداني تقديم نفسه كرئيس تنفيذي لا سياسي خاضع للتجاذبات ركز على عدة محاور
عمل على ملفات الفساد حيث اعلن عن لجان وتحقيقات واعاد فتح ملفات مثل سرقة القرن لكنه اصطدم بجدار الدولة العميقة فلم تصل يد العدالة الى كبار المتورطين
من ثم ملف الخدمات حيث تحرك في مشاريع الكهرباء والطرق والمياه لكنه اصطدم ايضا بواقع دولة ريعية مثقلة بالبيروقراطية
ركزة على العلاقات الخارجية حيث نجح في تدوير الزوايا بين طهران وواشنطن والخليج وساهم نسبيا في استعادة العراق لدور الوسيط بين بعض الخصوم
اهتم كثيرا في الملف الامني حيث تجنب الاصطدام مع الفصائل المسلحة واعتمد اسلوب الاحتواء وهو ما منح حكومته استقرارا لكنه ابقى الهواجس بشأن هيبة الدولة
سياسيا لم يكن للسوداني كتلة انتخابية قوية لكنه عمل على تأسيس تيار سياسي جديد باسم حركة الوطن في محاولة لبناء قاعدة انتخابية تخصه بعيدا عن عباءة الاطار
لكن هذا المشروع ما زال في طور البناء ويواجه تحديات من داخل الاطار نفسه خصوصا من اطراف ترى في صعود السوداني تهديدا لتوازنات البيت الشيعي
مع اقتراب انتخابات ٢٠٢٥ يبدو المشهد امام السوداني متشابكا
الفرص امامه تكمن في غياب مرشح بديل يحظى بالتوافق وضعف خصومه ووجود دعم من قوى نافذة داخل الاطار
لكن التحديات اكبر غضب التيار الصدري الصامت الازمة الاقتصادية تفكك بعض التحالفات التقليدية وظهور قوى جديدة تريد كسر القواعد القديمة
في النهاية الولاية الثانية ليست مستحيلة لكنها لن تكون سهلة ان حصل عليها فلن تكون من باب التفويض الشعبي نتيجة تفاهمات معقدة بين الداخل والخارج
واذا جاءت فستكون ولاية اختبارات حقيقية اما ان يثبت نفسه كقائد يعيد تعريف الحكم في العراق واما ان يكون مجرد حلقة اضافية في سلسلة التدوير