بقلم || جعفر الونان
بين مدة وأخرى يتحدث السياسيون السنة عن تشكيل الإقليم السني، مرة كردة فعل لعدم استجابة القوى الشيعية “الأب المؤسس”، ومرة كمحاولة من السياسيين السنة لاستعطاف ناخبيهم مع اقتراب الانتخابات.
وتبقى أغلب الدعوات لتشكيل الإقليم السني “سوالف ليل” وآراء مبعثرة يتحدث فيها بعض السياسيين السنة في أوقات الفراغ والراحة والاستجمام!
في هذه الدورة النيابية، لم تتمكن القوى السنية من تحقيق وعودها الانتخابية لجماهيرها في انتخابات ٢٠٢١:
• قانون العفو العام.
• عودة النازحين إلى مناطقهم، ولا سيما جرف الصخر.
• إعمار المناطق المحررة.
• حصر السلاح بيد الدولة.
• منع ممارسة الحشد للعمل السياسي في المناطق السنية.
فكرة الأقاليم فكرة دستورية تحدث عنها الدستور العراقي بشكل صريح ومباشر من المادة 111 إلى 122.
قبل أيام، شكل السنة تحالفًا سياسيًا جديدًا يشبه تجربة الإطار الشيعي، وهي عودة لتقليد سياسي شكله السياسي أحمد الجلبي (١٩٤٤-٢٠١٥) وسماه في حينها “البيت الشيعي”، الذي جوبه بالرفض والانتقاد.
العودة إلى الاصطفافين (القومي-المذهبي) ومنها الحديث عن إقليم كردي وإقليم سني وما يتبقى للشيعة، يؤكد إخفاق الطبقة السياسية الحاكمة في إيجاد خطاب سياسي نافع ومفيد للناس بعيدًا عن القومية والطائفية.
المواطنون البسطاء في كل بقاع العراق غير منشغلين بالمشاريع المريبة؛ فهم يريدون خدمات، وعملًا، وجوازًا محترمًا، ومكافحة الفساد، وتعليمًا، واستثمارًا، وصحة، وطرقًا جيدة، وعيشًا متوسطًا، ودولة تحكمها المؤسسات. لا يريدون سلاحًا خارج إطار الدولة.. أحلام بسيطة لا تحققها إلا القوى السياسية الوطنية التي لا تمشي بـ”أوردر خارجي”.