بقلم || عمرالعبيدي
لقاء السوداني بالشرع في الدوحة يفتح أبواب التحولات القادمة لقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة لم يكن حدثاً بروتوكولياً عابراً محطة محورية في إعادة صياغة المشهد الإقليمي إذ جاءت هذه الخطوة في توقيت حساس تمر فيه المنطقة بمرحلة من إعادة التموضع السياسي وإعادة ترتيب الأولويات بعد سنوات من الصراع والتباعد الرسائل التي حملها اللقاء كانت واضحة العراق يريد أن يلعب دور الجسر لا الحاجز بين العواصم العربية وسوريا تبحث عن نافذة واقعية للعودة إلى الحضن العربي بعيداً عن الشعارات والمزايدات النتائج المتوقعة قد تبدأ بخطوات اقتصادية وتنسيق أمني مشترك خصوصاً في ملف ضبط الحدود ومكافحة بقايا الإرهاب لكن ما بين السطور يكمن الأهم وهو تهيئة الأرضية لتحالف استراتيجي جديد يعيد الاعتبار لدور بغداد ودمشق كمركزين تاريخيين في المشرق العربي .
المعطيات القادمة تشير إلى رغبة عراقية في استعادة دور الوسيط الإيجابي القادر على فتح قنوات الحوار حتى في أصعب الملفات وربما يكون العراق قد بدأ فعلاً ببلورة مبادرة دبلوماسية إقليمية أوسع تشمل طهران وأنقرة وبعض العواصم الخليجية ويبقى السؤال المطروح هل ستستثمر دمشق هذه اللحظة السياسية بحكمة أم ستضيعها كما أضاعت فرصاً سابقة؟
الزمن كفيل بالإجابة لكن الأكيد أن اللقاء حمل بذور تغيير قادم لمن يحسن قراءته وفي ختام المشهد يبرز دور محمد شياع السوداني كقائد يتحرك بثقة نحو ترسيخ مكانة العراق كلاعب إقليمي مؤثر قادر على بناء الجسور وتهدئة النزاعات وتقديم بغداد كعاصمة للحلول لا للصراعات .