نجح البزاز وفشلتم مرة اخرى!!
لستُ متحمساً للوقوف مع احد ولابالضد من احد ، ولا تستهويني التخندقات ولا انا معنيّ بالسجالات الفارغة والجدال العقيم ، كمية الملل ودوامات السُخف التي عشناها خلال السبعة عشر عاماً تركت في داخل كلٍ منا فجوة من اللامبالاة والاستهزاء بكل شيء وهذا ماصنعه بنا النازلون علينا من مدن الثلج وازقة ( قُم) للمعلم وفّه التبجيلا كما يقول موفق محمد .
نعم ،هم الذين سلبوا اخر النبضات الوطنية في قلوبنا المتجلطة من سياسة صدام وبعثه الساقط.
ولكن .. مايحزّ في النفس فعلاً ان استرخاص الدماء والتضحيات التي قدمناها على صور ومجسمات تحكي قصص قرابين شبابنا الذين تقطعت أيديهم وأرجلهم ونحورهم إبتداءً من غزوات ابي مصعب الزرقاوي وانتهاءً بسبايكر والصقلاوية ومجازر الدواعش في تكريت والموصل لم تكن كفيلة بتحريك مشاعر اصحاب المحابس والسبح والمتمسكين بالخيرة في اتخاذ القرارات .
اليوم وانا اشاهد لقطات لمسلسل في الشرقية يجسد فيه الفنان اياد راضي دور طبيب عراقي يشارك في التظاهرات ثم يسقط شهيدا في ساحة التحرير حيث اختزلت مشاهد الحلقة الكثير من الالم واستدرت العاطفة بشكل ممتاز ، وهذه تحسب له كفنان متمكن وتحسب ايضا للشرقية في إنتاجها لمثل هذه الاعمال .
نعم قد تستغربون ان أقول تحسب للشرقية ، شرقية البزاز التي كانت في رمضانات سابقة توزع الهدايا والسلع المنزلية والسلات الغذائية بل وتبني البيوت حتى ، لعوائل محرومة من حقوق سرقها الحاكمون الذين اعطوا الفرصة للبزاز وشرقيته ان يظهروا بمظهر الكرماء .
لمن لا يعلم ، لدينا في العراق عدد كبير من القنوات الفضائية ( الإسلامية ) التي تموّل بملايين الدولارات شهريا من الجهات والأحزاب التي أسستها او القائمة على ادارتها فضلا عن شبكة الاعلام العراقية وهي القناة الوطنية في البلاد ، والمدعومة حكوميا بموازنة ليست بالقليلة ، الا انهم عجزوا عن إبراز معاناة شهدائنا الحقيقين شهداء الحشد الذين لم نرَ لهم نظير بالتضحية والفداء في مواجهة الهجمة الداعشية السوداء ، لم يكترثوا كثيرا لشهداء سبايكر لم يجسدوا معاناة مصطفى العذاري ، لم يوثقوا بطولات ابو تحسين الصالحي ، او تضحيات ذلك الشيخ الذين نذر أولاده الأربعة فداء للعراق وظل ينعاهم صوراً يقضّون مضجعه ، فصار يعقوب زمانه بعد ان ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ،
ياسادتي انا احدثكم عن فضائيات تنفق ملايين الدولارات على برامج حوارية مملة او حوارات دينية مجترّة او ربما برامج للكاميرا الخفية المقرفة ، ولكن تلك الفضائيات عجزت ان تجسد تضحيات شهيد ومعاناة أرملته وأيتامه
يعتقدون ان الاعلام هكذا !!! يالبؤسكم
ويتصورون ان المُشاهد يمتلك نفس درجة الغباء والسذاجة التي انخدع بها البعض حين انتخبهم مراراً.
اليوم وبحلقة واحدة استطاع البزاز وشرقيته ان يستدر عواطف ودموع ملايين العراقيين لشهيد سقط في التحرير بينما لازلنا مختلفين في العدد الحقيقي لشهداء سبايكر ولازلن ارامل الشهداء يراجعن دوائر التقاعد لعلهن يحظين ب(رويتب) يسد رمق اليتامى .
صدق علي بن ابي طالب صلوات الله عليه حين يقول :
لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم؛ فأخذ مني عشرة منكم، وأعطاني رجلا منهم!
هذه الكتابة غير مفهومه لو تتكرمون بتغيير نوع الخط
لأنني بصراحه لم اتمكن من قراءة هذه المقالة
صار ادلل