منذ التغير الذي حصل في العراق سنة ٢٠٠٣ ومدينة الاعظمية تعاني من الأهمال المتعمد الذي يبكيها وتأن تحت وطأته رغم اصالتها وتأريخها بين مدن بغداد. ان طبيعة الأعظمية تعكس حداثة المجتمع العراقي وفسيفسائهِ وهو الذي جعلها منذ نشوئها معقلاً للحركة الاجتماعية والثقافية في البلد.
هذه المدينة التي احتضنت الكثير من كبار الشخصيات العراقية بمختلف اطيافهم ومشاربهم وكانت هذه المدينة واهلها تستقبل بالود والمحبة كل من يقدم اليها من كافة مدن العراق.
الان وبعد سبعة عشر عاما مؤلمة ما تزال هذه المدينة المعطاء لم تاخذ نصيبها ولازالت تراوح مكانها بل والعكس من ذلك فقد انحدرت اوضاعها الى الاسوء
ورغم كل الانظار التي تتجه نحوها ففيها جامع الإمام الأعظم والمقبرة الملكية وكلية الإمام الأعظم وساعة الأعظمية، أكثر من 30 مسجدا وجامعا، إضافة إلى معالم قديمة وحديثة متعددة وتعرف الاعظمية على مر الزمان بأنها مدينة تمتزج فيها وبتجانس فكري العروبه والاسلام فميول اهلها كانت عروبية بأمتياز من هنا جاءت اهمية الاعظمية ومن هنا اتجهت الانظار اليها
وبعد هذه السنوات العجاف التي مرت على المدينة واهلها منذ التغير والى يومنا هذا لم تجد الايادي الخيرة للنهوض بها او عون او مجيب لانتشالها من واقعها المزري رغم بعض الجهود التي بذلت من ابنائها الا انها لم تكلل بالنجاح لاسباب يدركها من تعايش في هذه الفترة
ان كل الذين ساهموا في تقديم مايستطيعون من اهلها الى مدينتهم جمعهم الحرص والحب للأعظمية ومع كل ذلك فهناك تشهد الاعظمية تجاذبات غير مسؤولة من بعض الذين حسبوا عليها ففي حين يوقد فلان شمعة لتنير الطريق ياتي آخر ليطفئها ناهيك عن حب الانا وحب الظهور او لغاية في نفس يعقوب والامثلة على ماتقدم كثيرة وبالعشرات مجالس وتجمعات مدنية وعشائرية تأسست ولم تقدم للمدينة واهلها شيئا ثقافيا أوخدميا أواجتماعيا… كلها بائت بالفشل والاسباب معروفة لدى الجميع ولم يكفي هؤلاء مزايداتهم بين بعضهم البعض بل زادوا الطين بله بأن فضحوا انفسهم واساؤا لمدينتهم على صفحات التواصل الاجتماعي التي اصبحت هي الاخرى تتنافس فيما بينها لا على خدمة المدينة واهلها لكن لتسقيط وتخوين ورمي بالتهم جزافا على الاخرين.
ومع كل ما ذكرته أكاد اجزم ان كل الجهود هي محبة للمدينة لذلك نجد أننا بوسعنا ان نتكاتف ونترك الانا جانبا ونضع حد لهذه الظاهرة المسيئة لا لاصحابها بل للمدينة
ومن هنا ندعو كل ابناء الاعظمية الشرفاء الى ايقاد الشموع لمدينتهم الشامخة لتكون الاعظمية شعلة من نور يحتذا بها العدو قبل الصديق …ختاما نبارك كل الجهود الطيبة المخلصة لخير هذه المدينة العريقة الاعظمية لؤلؤة بغداد
مهندالصالح
الاعظمية لؤلؤة بغداد ،، بقلم مهند الصالح
